الإعلام التربوي ودوره في العملية التعليمية

الإعلام التربوي ودوره في العملية التعليمية
رابط الصفحة :http://www.bishahcoll.edu.sa/news.php?action=view&id=28 الكاتب: الإدارة


حرر في الأحد 17-01-1428 هـ 03:03 صباحا

--------------------------------------------------------------------------------
تحتل وسائل الإعلام مكانة متميزة في عصرنا الحاضر بسبب من وظائفها وتأثيراتها المتعددة في المجتمعات . وقد لا نغلو إن أطلقنا على عصرنا الحاضر عصر الإعلام ،وإن قلنا إن مـــن ملك الإعلام ملك الدنيا . ولقد غدت أجهزة الإعلام ومؤسساته جزءا" أساسيا" من المجتمعـات الحديثة ، وتداخلت تأثيرات الإعلام في كل المؤسسات الاجتماعية التقليدية ، مثل المؤسسات التربوية والاقتصادية والسياسية والدينية وغيرها . بل غدا كثير من الممارسات السياسيـــــة والاقتصادية والثقافية يقوم على أساس الاستفادة من خصائص وسائل الإعلام الحديثة وقدرتــها على توفير رسائل إعلامية لعدد كبير من الجماهير غير المحدودة بمكان أو زمان معينين . rn* موقع الإعلام بين العلوم .rn يشوب دراسة وسائل الإعلام شيء من الغموض بخصوص مكانتها في منظومة العلوم الاجتماعية المعروفة . ففي حين نجد أن كثيرا" من العلوم الاجتماعية والإنسانية , مثل علوم الاجتماع والسياسة وعلم النفس تتبنى الإعلام، نجد من الدارسين من يعده جزءا" خاصا" من ظاهرة الاتصال الإنساني . أما لفظ(الإْعلام ) لغويا"، فإن مادة(علم) و( أعلم ) و( إعلام ) في المعجمات العربية تقابل مفهوم معلومات أو استعلامات بمعنى الإخبار أو الإبلاغ ، وهذا يقابل اللفظ الإنجليزيى information. أما مصطلح الإعلام بمعنى الاتصال الجماهيري فيقابل اللـفـظ الإنجليزي mass information ..وهذا يشمل البرامج الإخبارية إضافة إلى البرامج الإقناعية ذات الأهداف المتعددة. rn* الإعلام التربوي والعملبة التعليمية rn يعرف ( كاج ) العملية التعليمية بأنها كل تأثير يحدث بين الأشخاص ويهدف إلى تغيير الكيفية التي يسلك وفقها الآخر . ويتضمن هذا التحديد – في إطار التأثير المتبادل بين الأشخاص- استثناء العوامل الفيزيائية والفيسيولوجية والاقتصادية التي تؤثر في سلوك الأفراد . فإذا كانت العمليـــــــة التربوية تأثيرا" يهدف إلى تغير في السلوك ، وإذا كان الإعلام يهدف إلى تغير في السلوك عبر تأثيره في المجتمع المحلي داخله وخارجه، علمنا أن هناك قاسما" مشتركا" يجمع بين الإعلام والعملية التربوية أو نحوها ، سلبا" أو إيجابا" . إن عمليتي التعليم والإعلام – في أصليهما-عمليتا تفاهم واتصال . وعملية التفاهم هي العملية الاجتماعية الواسعة التي تبنى عليها المجتمعات، إذ لا يمكن أن يعيش الإنسان معزولا" بعمله وحده دون أن يتفهم من حوله هذا العمل ويتعاطف معه فيه . والفارق بينهما في الشكل ، أي في الترتيبات الملازمة لكل من التعليم والإعلام . ولذلك وصف جون ديوي التربية والتعليم بأنها عملية تفاهم communication process . وسماها علماء الإعلام ( الإعلام في إطاره الفردي ) . rnrn* الإعلام التربوي ووسائطه في خدمة التعليم rn لما كانت التربية في أوجز تعاريفها ( إعداد الفرد للحياة ) فإن الحاجة تزداد للإعلام التربوي من حيث إن التطور العلمي والتقني السريع يخلف حاجات جديدة لا تقوى المقررات الدراسية أو المناهج الدراسية على متابعتها . يقول الفيلسوف الإنجليزي ( برتراند رسل ): إن العلم يتقدم بخطى العمالقة ، وهو يصوغ مصير الإنسان أكثر فأكثر . إنه يغير أنماط حياته ، ويصيبه حتى في استجاباته العميقة على غير علم منه . من هنا يمكن للإعلام التربوي أن يتدخل إيجابا" فيسهم في سد النقص أو في سد شيء من النقص الذي قد يصاحب العملية التعليمية . ورب سائل يقول: كيف يؤدي الإعلام التربوي دورا" في خدمة العملية التعليمية ؟ إن ما سبق أن ذكرناه يشي بضرورة أن يكون عمل الإعلام التربوي متكاملا"، وأن تنتشر أهدافه في قنوات الحياة جمعاء ليسهم في تحقيق مفهوم التربية : الإعداد للحياة .rn وليحقق الإعلام التربوي الأهداف السابقة المرجوة منه ، فإنه يعمل عبر قنوات أو وسائط متعددة انطلاقا" من المرحلة الابتدائية ، أو ما قبلها ، وصولا" إلى المرحلة الجامعية أو ما بعدها . ومن هذه القنوات الإذاعة . ونقصد بالإذاعة الإذاعة التعليمية التي تتولاها جهة حكومية مثلا. ونقصد بها أيضا" الإذاعة المدرسية التي تعد برامج تربوية موجهة إلى طلاب المدرسة الواحدة . ومن وسائط الإعلام التربوي التلفاز . إذ يمكن نقل خبرة القلة من ذوي الاختصاص في المجالات العلمية المختلفة إلى الأعداد الكبيرة من المشاهدين طلابا" كانوا أو كبارا" ، متعلمين أو غير متعلمين . وينضاف إلى وسائط الإعلام التربوي الإعلانات والصحف والمجلات والكتب والنشرات .rn ومن وسائط الإعلام التربوي المهمة التي تؤدي دورا" تربويا" متميزا" ( رسالة الكليات ) . فهي تمثل نافذة واسعة يطل عبرها منسوبو كليات المعلمين بعامة على أخبار الكليات من جهة ، وتمثل منبرا"فكريا" ينبئ عن كثير من أفكارالكاتبين فيها من جهة أخرى ، الأمر الذي يجعل من رسالة الكليات مصدرا" مهما" من مصادر التواصل بين منسوبي الكليات ، ومصدرا" مهما"من مصادرالإعلام التربوي والفكري أيضا". rn ولقد نجد تداخلا" ما قد يضعف حينا"وقد يقوى حينا" آخر بين الإعلام التربوي والتخطيط التربوي ، لذا ينبغي أن يكون العمل التربوي متكاملا" تنتشر أهدافه في جميع مجالات التعليم انتشار الجهاز العصبي في جسم الإنسان . إن فقدان التوازن بين مراحل التعليم المختلفة يجعلنا أشد حاجة إلى التخطيط التربوي ثم الإعلام التربوي . فالتعليم لا ينمو طبيعيا" في بلد ما إلا إذا قام فيه توسع متوازن معقول . فالتوسع في التعليم الابتدائي يفترض وجود معلمين ، وهذا بدوره يستلزم توسعا" في أعداد خريجي كليات المعلمين ، وقل مثل ذلك في مراحل التعليم المختلفة . فهي متطابقة عضويا"، لا تصل واحدة إلى أغراضها إلا بفضل الأخرى .rn ومن فقدان التوازن في التعليم ولاسيما التعليم في المجتمع العربي غلبة التعليم النظري الأكاديمي على التعليم التطبيقي المهني ، ثم على التعليم العلمي التجريبي . إن فقدان التوازن يسبب نقصا" في الأيدي العاملة المدربة ، الأمر الذي يضطرنا إلى استدعاء العمالة الأجنبية الوافدة . وهذا ينتج عنه مشكلات اقتصادية تتمثل في استنزاف أموال القطاع العام والخاص وتحويله الى الخارج. وينتج عنه أيضا" مشكلات اجتماعية تتمثل في انتشار البطالة .، وينتج عنه مشكلات قومية تتمثل في إفساد اللغة العربية ، وهذا الفساد يشكل عائقا" أمام التطور القومي العربي .rnولما كانت التربية إعداد الفرد للحياة العامة .، فإني لا أتردد في القول بأن الإعلام التربوي والتخطيط التربوي وجهان لعملة واحدة ، وأن لكل وجه منهما قطبه التربوي، وقطبه الاجتماعي، وقطبه الاقتصادي . ثم إن هذه الأقطاب تتلاقح مع غيرها من جوانب العملية التربوية فتنتج جنينا"سويا"، سويا في نموه العقلي ، وسويا" في نموه الاجتماعي والانفعالي، وسويا" في نموه المهني . هذا المولود الجديد هو الطالب الذي نريده للمستقبل لا في المستقبل . rnrnrnالكاتب :rnد. يوسف عليـــــانrnقسم اللغة العربيةrn