المدرسة الجزائرية إلى أين ؟ A110

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المدرسة الجزائرية إلى أين ؟ A110
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المدرسة الجزائرية إلى أين ؟

اذهب الى الأسفل

المدرسة الجزائرية إلى أين ؟ Empty المدرسة الجزائرية إلى أين ؟

مُساهمة من طرف salahzaid الخميس فبراير 26, 2015 10:46 pm

المدرسة الجزائرية
   ــ إن الحديث في كذا مواضيع يحتاج إلى  دراسة مستفيضة ومعمقة ، لأن الخوض فيه معناه تحليل مسار أمة ونتاج تجارب . لكن هذا لايعني أننا لانبدي رأينا ولو بشكل سطحي في هذا الموضوع ،. في الحقيقة ما دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع رغم أنني لست سياسيا ولا مفكرا ولكن معلم منح من عمره 26 سنة للمدرسة الجزائرية ، وأعطته بالمقابل مرضا لا يشفى بمال ولا بمنصب عال ، وهو سائر إلى الزوال وأجره إن أخلص عند المولى لا محال  .
قلت ما دفعني للكتابة هو أن الجزائر دائما هي نقطة تحول ومثال يحتذى به لدى شعوب العالم ، والشواهد كثيرة بداية بما أسهمت  به الجزائر بعد الفتوحات الإسلامية من عبور طارق بن زياد من قارة إلى أخرى بدين التوحيد و مشعل العلم . وهذا الفيلسوف ابن خلدون الذي أحدث بمقَدَمته  ثورة علمية ونظرة مختلفة للحياة وبناء المجتمعات التي مازالت حتى الآن تدرس في كبرى الجامعات ، مرورا  بالثورة التحريرية سنة 1954 لتكون قدوة كثيرا من الشعوب المظلومة والمستعمرة للتخذها مصدر إلهام وتجربة من أجل التحرر ، ثم أن أول رئيس تحدث بلغة الضاد في جمعية أممية كان الراحل هواري بومدين رحمه الله ، أما عام 1982 فقد أجبرت الفيفا على تغيير قانون اللعبة الأكثر شعبية في العالم ، ثم نمر إلى سنة 1988 حين كانت انتفاضة شعب على الظلم و الحقرة والتهميش  فنتجت التعددية الحزبية التي انتشر صداها في أوربا الشرقية ففككت الإتحاد السوفيتي ويوغسلافيا ، وأخرها انتخابات 1991 التي جرت بصناديق شفافة ومنها أصبح الصندوق الشفاف مواكب لمعظم انتخابات العالم .
فلماذا لم تعتمد طريقة تربوية في المدرسة الجزائرية لتسمى الطريقة الجزائرية ؟ هذا السؤال الذي لم أجد له جواب وبخاصة عندما نلاحظ أن المنظومة التربوية الجزائرية هي نتاج تجارب لمدارس أخرى ( فرنسية ، كندية ، ألمانية ) نجحت في بيئتها ولن تنجح بالضرورة في الجزائر فمثلها كمن غرس النخيل على الشاطئ أورق وأثمر حشفا . ويمكن أن ندرك ذلك  باستنطاق الواقع ومن خلال طرح أسئلة قد نجيب عنها بإجابات مختلفة ولكنها تصب في وعاء واحد . من هذه الأسئلة  
* هل المدرسة الجزائرية تتقدم أم تتأخر ؟
* هل المنهاج الذي يدرس يتماشى وقيم ومبادئ وتطلعات الشعب الجزائري ؟
* هل هذا المنهاج شارك في إعداده وصياغته  من هم في الميدان ؟
* هل الوزارة الوصية وفرت كل المستلزمات للارتقاء بالمدرسة الجزائرية ؟
* هل المريى الذي درس والذي يدرس والذي سيدرس صيغت له شروط وجب توفرها للممارسة هذه المهنة الشريفة ؟
* هل الكتاب المدرسي المعتمد يتماشى والنمو العقلي والحركي للتلميذ ( محتوى  ، خط ، صور ، … إلخ ) ؟
 كل هذه الهلات وغيرها تحتاج منا إلى وقفة جريئة وواضحة مع الذات  حفاظا على الوعاء قبل أن تتحول الثاء والطاء إلى تاء ، والضاد إلى ظاء  ، ويتيه الآباء  والأبناء ، حينها يختفي الهمز ويبقى اللمز واللوم في كل وقت وآن . قبل البدء في الإجابة عن هذه التساؤلات ، أريد أن أذكر أن الهدف من وراء هذه اللفتة هو أننا ننشد جميعا مجتمع متكامل تربويا من الحارس إلى الوزير حاملين راية  ( الوطن الجزائر والمنظومة جزائرية  والطالب جزائري).
السؤال الأول : هل المدرسة  الجزائرية  تتقدم أم تتأخر ؟
 ــ بصراحة عند استقراء واقع المجتمع الجزائري يقول : أن المدرسة الجزائرية في تقهقر مستمر . وهذا بإجراء مقارنة بسيطة بين المتخرجين أو المسرحين  في السبعينات بالمتخرجين أو المسرحين في الوقت الحالي ، نجد هناك فرق شاسع في المستوى من حيث الكتابة القراءة  المادة العلمية طريقة النقاش وكذا التفكير  وأكبر دليل شهادة البكالوريا التي كانت يُقبل حاملها في أي جامعة خارج الوطن ، بينما حاليا لا تتخطى ربوع الوطن . زد على ذلك نسبة الأمية العالية ، فقد نتج لدينا جيل لا يعرف من الكتابة والقراءة إلا اسمه ولقبه .
وهنا يطرح سؤال آخر : لماذا هذا التقهقر  ؟
  ــ لقد اجتمعت عدة أسباب بمرور الزمن لينتج لنا هذا الوضع الكارثي أهمها .
 * أسباب اقتصادية : إن غلاء المعيشة والبطالة جعل الآباء ينصرفون للبحث عن لقمة العيش من جهة وعدم قدرتهم على المصاريف من جهة أخرى  ، فأُهمل الأبناء ماديا ومعنويا مما زاد في نسبة التسرب المدرسي للأبناء في سنوات مبكرة من الدراسة .
 * أسباب اجتماعية : إن أهم المحبطات للتلاميذ حاليا هو إحساسه بما يعانيه من سبقه في العائلة ممن نال الشهادات وتخرج دون أن يجد عملا .
* أسباب تربوية : المنهاج الذي يفوق في جل المواد المستوى العقلي للتلاميذ بمعنى أخر صعوبة المادة العلمية وعدم ملاءمتها لمستوى التلاميذ ، زد على ذلك كثافته مع ربطه بفترة زمنية وجب التقيد بها في تدريسه . عدم الثبات على منهاج معين ففي كل سنة تطلعنا الهيئة الوصية بحذف أو زيادة دون الرجوع إلى منهم في الميدان .
المعلم الذي هو ليس مواكبا للحدث بسبب نقص الرسكلة وإن وجدت فهي بصورة متسارعة يغلب عليها الحشو ، أو لذهنية بعض المربين غير قابلين للجديد بسبب التهميش والنعت السيئ من الهيئة  الوصية وتلاها في ذلك المجتمع ، أو من المربين ذوي الاختصاصات غير متناسبة ومهنة التعليم ..
ثم هذه التجارب المتتابعة لمدارس مختلفة فلا تقيم واحدة حتى تجيء أخرى دون مراعاة لخصوصية الشعب الجزائري الذي يرفض الدخيل مهما كان . زد على ذلك تقسيم المستويات والسن القانوني لدخول المدرسة ، فهذا تلميذ السنة الأولى مازال يحتاج للعب فيجد نفسه في وضعية انضباط ومحاصر بخمسة نشاطات مشافهة وكتابة وقراءة ونشاطات لاصفية وهو في هذا المعترك من مستوى إلى آخر فجأة يجد نفسه مقبلا على امتحان رسمي وهو مازال لا يعرف المعنى الحقيقي لكلمتي الرسوب أو النجاح فما كان يدرسه في ست سنوات أصبح يدرسه في خمس . أليس في هذا إرهاقا للعقل ؟ ألا تصبح طريقة التدريس بالكفاءات بهذا الشكل طريقة حشو للمعلومات ؟ ألا يصبح التلميذ يحس بالملل وبذلك يزداد كره للمدرسة ؟ ألا يصبح التلميذ يجهد نفسه فيقدم كل ما لديه في السنوات الأولى من الدراسة ثم يصاب بالفشل ؟ حتى نتمكن من معرفة الإجابة عن كل سؤال نستقرئ الواقع وهو يجيب بوضوح ودون لبس .
* أسباب سياسية : إن سياسة الإصلاح التي انتهجتها الهيئة الوصية والتي تريد من خلالها تدارك ما فات ومواكبة العصرنة أثمرت إصلاحا لا يتماشى ومستويات التلاميذ ، وأكبر دليل على ذلك نسبة الرسوب العالية التي تسجل  في المستوى الواحد مما استدعى الهيئة الوصية  إلى إصدار قرارات وتعليمات  تلح على إنجاح التلاميذ دون المراعاة للمعدلات ( القانون الوزاري رقم )، درءا للاكتظاظ من جهة وتفاديا لاحتجاج الأولياء من جهة أخرى . وللأسف الشديد تعدى الأمر إلى الامتحانات الرسمية فأصبحت هناك الدورة والدورتان ونسب نجاح تصل إلى مستويات قياسية لتتدحرج هذه النسب إلى أقل من النصف في المستوى الأعلى . وقد أصبحت الهيئة الوصية  تستجيب لكل احتجاج من طرف المتعلمين وبخاصة المقبلين على شهادة البكالوريا بالتخفيف مرة وبتحديد العتبة مرة أخرى .
ــ  ثم إن القانون الصادر في قضية ممنوع الضرب قد أصبح معولا هداما في يد بعض الأولياء والتلاميذ ، فإن ضُرب التلميذ يُعاقب المربي والعكس غير صحيح وهنا انتشرت عبارة سيئة جدا وسأكتبها كما تقال وهي ( اللي قرى قرى ولي مقراش واش عندي فيه أو الله لا قرى ) رغم أن الضرب لون من ألوان التأديب اكتشفها العلم الحديث وهي مسجلة عند المسلمين منذ قرون في القرآن الكريم والسنة الكريمة ومن أراد التأكد والاستزادة أكثر يعود إلى الآية الكريمة (……. نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ……… )  وحديث الرسول ( صلعم) : ( مروا أولادكم ………واضربوهم لعشر ….. . ) . الضرب المسموح به في كلا الحالتين هو ضرب تأديب وليس تعنيف وإذاء . وأفتح قوسا هنا لأقول : إننا للأسف الشديد وفي مجالات عدة ، لا نحسن إلا أسلوب واحد ، أسلوب التوجيه المباشر، أسلوب الأمر أو النهي ، أسلوب الترغيب أو الترهيب ، أسلوب الوعيد أو العقوبة . لكن وجب استخدام كل أسلوب بشكل متوازن . فحين نستخدم العقوبة فإننا ملزمون على استخدام بالقدر نفسه أسلوب الثواب والثناء ، وحين نستخدم الترهيب ينبغي أن نستخدم بنفس القدر الترغيب  . إننا نفتقر كثيرا في مؤسساتنا إلى حسن استخدام  الأساليب التربوية بشكل متوازن . ومثل هذا الاستخدام يصب في قالب واحد ولذلك فسوف ينتج لنا تربية نشاز . وحين نقرأ القرآن نجد فيه تنوع بين الترغيب والترهيب ، والقصة والموعظة ، وبين الثناء والعقاب على الخطأ . وهذا نبي الرحمة في هدييه يثني تارة على أصحابه وتارة يعاتب أحدهم ، وتارة يغضب عليه . ومرة يوجه توجيها مباشر وأخرى غير مباشر فتتجلى أسمى استخدامات الأساليب التربوية في السيرة النبوية .
 ** هذه بعض الأسباب التي أجدها ساهمت مجتمعة  في تقهقر وتدني مستوى المتعلم في الجزائر وقد تكون هناك أسباب أخرى فمعذرة إن نسيتها ، ومعذرة ثانية إن تماديت في حشر نفسي في بعض الأمور السياسية رغم أن الأمر يستدعي ذلك ولا سبيل لهذا إلا بالصراحة وإبداء الرأي كما ندرسه لتلاميذتنا .
السؤال الثاني : هل المنهاج الذي أقرته الهيئة الوصية  شارك في إعداده من هم في الميدان ؟
هذا السؤال تجيب عنه الوزارة الوصية . لكن تجدر بنا الإشارة إلى أن المنهاج الدراسي هو احد جوانب العملية التعليمية الضرورية في المدرسة ، وأحد أهم محاور العملية التعليمية  وعلاقة المعلم بالمنهاج علاقة مباشرة وقوية ومؤثرة ، لذا فإنه من الضروري أن يكون المعلم متفهما لهذا المنهاج وراضيا عنه ومتفاعلا معه وقادرا على تحقيق الأهداف المرسومة فيه . وقد أكدت عدة دراسات تربوية أن مشاركة المعلم في القرارات المتعلقة بالتلميذ والمنهاج الدراسي تولد لديه حالة من الرضا عن عمله وبالتالي ترفع مستوى مردوده وتدفعه لتحسين وضع تلاميذه . سل العاملين في الميدان عن منهجية ومحتوى المناهج تجد نفس الجواب مع نبرة التذمر الشديد ( هذا المنهاج أُعد للتلاميذ ليسوا جزائريين بل  يابانين أو ماشلبه ذلك )  .
السؤال الثالث : هل الهيئة الوصية  وفرت كل ما هو لازم لإنجاح الإصلاحات وبذلك الارتقاء بالمدرسة الجزائرية ؟
إن كانت الهيئة الوصية  تريد الإصلاح بمفهومه الصحيح يجب أن تراعي في ذلك ما يلي :
1 ــ العنصر البشري والمعلوماتي :  لا أقصد المعلم فقط والذي يأتي ذكره لاحقا وإنما المقصود بالعنصر البشري أي الأفراد المشتركين في العملية التربوية من قريب أو من بعيد ليكون لدينا ما يعرف بالتكامل التربوي  بدءا بحارس المؤسسة إلى الوزير . بداية بالتكامل داخل المؤسسة الواحدة ،وفي هذا الصدد يمكن القول : أن الحارس شبكة والمنظفة أيضا والمعلم شبك والمدير شبكوه فلا ضوابط ولا شروط وُضعت لاختيار هذه الفئة رغم أن الحارس وغيره من عمال هم قدوة للتلميذ . وقد نرى على سبيل المثال لا الحصر في المدرسة الواحدة تناقضا فضيعا ، فالمربي يغرس خصلة حميدة يرى نقيضها من الحارس أو عامل النظافة ، كحلق للشعر أو تسريحة أو أغنية صاخبة . أو يعمل المعلم إلى ترسيخ احترام علم الجزائر باعتباره رمزا من رموز السيادة الوطنية ليلاحظ التلميذ النقيض من عامل أو مربي . فكيف نتصور طفلا أو طفلة صغيرة ترى تناقض وازدواجية في التوجيه . والشواهد كثيرة لا يسع المجال لذكرها . أما خارج المحيط المدرسي هنا يظهر التكامل بين المؤسسات التربوية وذلك بأن تتكامل الجهود وتتضافر في كامل المؤسسات التربوية من أسرة ومدرسة ومسجد وإعلام ، فلا يليق أن تزرع  المدرسة خصلة حميدة فيسمع أو يرى نقيضها في الشارع ، أو وسائل الإعلام . إننا نرى ازدواجية تربوية فيسمع المتعلم من خلال المنبر حديثا يرى نقيضه في الشارع ، ونقيضه في وسائل الإعلام ، ونقيضه في الشارع ، ونقيضه في المنزل .إن مثل هذا السلوك لا يعدو أن يُخرج لنا جيلا يعيش في حلقات مفرغة نتيجة التناقضات المتكررة .  لذا وجب أن تكون هناك  عملية تحسيسية من وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة لفائدة كل المؤسسات التربوية  لتكون في صورة التغيير  ، وإن كنا جادين في تربية هذا الجيل ، فلتتكامل كل مؤسسات التربية  في المجتمع لتسير في خط واضح يتفق مع عقيدتنا ومنهجنا وهويتنا وحينها نرى الثمرة المرجوة بإذن الله .
2 ــ البناءات ( البناء المدرسي ) : للبناء المدرسي تأثير كبير على أداء المعلم والمتعلم ، وعلى الدافعية لدى كل واحد منهما ، فعندما يكون الفصل واسع و جيد الإضاءة والتكييف ، ومزود بالأثاث الجيد ، وغيرها من وسائل تربوية  تساعد على التحصيل العلمي وتوفر الجهد في إيصال المعلومة بدقة ووضوح . فإن توفرت كذا أمور انعكس تأثيره بالإيجاب على أداء المربي والمتعلم  لأنهما يحسان بالراحة والانشراح . والعكس صحيح .
السؤال الرابع : هل المريى الذي درس والذي يدرس والذي سيدرس صيغت له شروط وجب توفرها للممارسة هذه المهنة الشريفة ؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال نقول : إن كلمة المعلم صفة ومثيلاتها كثيرة تطلق على هذا الكائن البشري ( ذكر أو أنثى) فهو مدير،  مثَل ، قدوة ، منظم ، قائد ، حكم ، قاضي ، ضابط ، أخ ، والد ، مرشد ، طبيب ، مصمم ، مخطط ، أم …إلخ .
والمعلم هو الشخص المؤتمن على أهم ما يملكه المجتمع من ثروة ، وهو الذي يعتمد عليه في رعاية هذه الثروة واستثمارها الاستثمار الأمثل ، الذي يخدم أهداف المجتمع ويحقق طموحاته .
والمعلم عنصر هام في المجتمع فلولاه لما وجد الرئيس ولا الوزير ولا الطبيب ولا المهندس ولا القاضي ولا شرطي ولا دركي و لا جندي  فكل من يسير دواليب الحكم من بعيد أو من قريب إلا وجلس أمام معلم أخذ منه الحروف الأولى في التهجي .
         وإن دور المعلم كقائد تربوي لا يقتصر على تلاميذه داخل الفصل فقط بل يتعداه ليشمل جميع العاملين معه داخل المؤسسة الواحدة ، وينتقل إلى الشارع والأسرة سواء بتعليم أو سلوك يجعله في منأى عن كل الترهات والشبهات . وبذلك يكون فريق من العمل داخلي وخارجي تسوده المحبة والاحترام المتبادل والمنفعة العامة ، يعمل جميعه لتحقيق غاية نبيلة .
ومهنة التدريس مهنة من نوع خاص تتطلب مرانا وتمرسا ومقدرة على التحمل والاستمرار ، لأن ظروف عمل المعلم تجعله يتعامل مع كائنات بشرية متغيرة ومتباينة ومتطورة ونامية ، وليس آلات ثابتة صماء ، فكلما اعتقد المعلم أنه اكتسب كفاءة عالية في عمله ظهرت له فئات أخرى من التلاميذ ذوي احتياجات جديدة ، الأمر الذي يتطلب منه الدخول في خبرات تدريبية أخرى من أجل اكتساب وإكساب كفاءات جديدة .
نأيي للإجابة على السؤال بالعودة إلى عام 1962 عندما استقلت الجزائر حينها استعانت الجزائر في المدرسة الجزائرية بمربين من دول عربية وبحفظة القرآن الكريم و بالطلبة المهجرين لحمل المشعل ولواء تربية الأجيال ، وبفضل همة الرجال السياسيين في ذاك الوقت وتعطش الفرد الجزائري للعلم تمت الانطلاقة الأولى للمدرسة الجزائرية وفي فترة وجيزة تمكنت من تخرج دفعات سدت ثغرات المربين العرب الذين عادوا بالتدريج إلى أوطانهم ، فالتحق كثير من المتخرجين أو المنقطعين عن الدراسة لكبر سنهم بمناصب التعليم دون شرط أو قيد ، ليعملوا في ظروف قاسية رغم ذلك تخرج على أيديهم فطاحلة من الأدباء والأطباء والمهندسين وغيرهم . ومع الزيادة المذهلة في نسبة السكان ( النمو الديمغرافي )لم يكن هناك توافق في بناء المشاءات ولا سد في حاجيات المدرسة من معلمين فانتهجت الهيئات الوصية  المتعاقبة على التعليم سياسة سد الثغرات دون مراعاة لضوابط معينة بالتعيين المباشر لحد الساعة . رغم أنه في السنوات الأخيرة خصصت فرعا خاصا في الجامعة يعنى بهذا التخصص وُضع له شرط واحد هو المعدل فهل يكفي هذا بعد أن أشرنا في البداية لأهمية التعليم ومهمة المعلم في تربية الجيل القادم ؟ .  هذا الشرط لوحده لا يكفي لذلك وجب توفر جملة من الشروط للالتحاق بهذا المنصب النوعي والهام :
  ــ  الأخلاق وحب المهنة والاستعداد النفسي لأدائها .
  ــ المعدل الهام والهام جدا حتى تكون النخبة هي من تؤتمن على ثروة المجتمع .
 ــ التمتع بالصحة الجيدة وقوة التحمل وسريعة البديهة في التعامل مع التلاميذ .
ــ اجتماعي في تعامله وعطفه وحنانه مرن في استعمال الأساليب التربوية .
قد توجد شروط أخرى أغفلتها فلا لوم ومعذرة .
السؤال الخامس : هل الكتاب المدرسي المعتمد يتماشى والنمو العقلي والحركي للتلميذ ؟
 ــ إن محتوى الكتاب هام جدا في تقريب النظرة المستقبلية للتلميذ لأي دولة ، ونفس القول ينطبق على إخراجه من حيث حجم الخط ووضوحه ، والصورو طبيعتها ، والورق ومسكه . كل هذا يعمل على إقبال أو نفور المتعلم  في التحصيل العلمي
من حيث المسك :  إن الكتاب المدرسي الحالي لبعض المواد ( النشاطات ) مقزز من حيث المسك فلا يمر أسبوع أو اثنين من تسلم التلميذ له  حتى تجد الأوراق قد انفكت وتطايرت مع نوعية رديئة للورق مما يجعل المتعلم يعجز على جمعها في كل مرة يستخرج فيها الكتاب للتحضير أو التطبيق فيعمد إلى قول نسيته في البيت خوفا من التأنيب  . فهل أدى الكتاب مهمته في هذه الحالة ؟
المحتوى : من هم مؤلفو الكتب المدرسي؟ إن الدارس لمحتويات الكتب المدرسية الحالية يتصور أن هذه الكتب موجهة إلى مستويات أعلى في كل مرحلة تعليمية ، من حيث الكم والمادة العلمية والألفاظ الصعبة من جهة والغريبة   . فهذا تلميذ السنة الثانية على سبيل المثال يجد نصا يملأ صفحة بعبارات لا تفهم وإن أُفهمت لا ترسخ . فعلى المؤلف أن ينزل إلى مستوى من يؤلف له . زد على ذلك الأخطاء المقصودة أو غير المقصودة التي تكتشف من حين لأخر سواء أكانت لغوية أو علمية .أما الصورة في الغالب لاتؤدي دورها من عدم وضوح أو بعدها عن المحتوى أو تناقضها مع موضوعات نشاطات ألأخرى  فإن كان المحتوى بهذا الشكل فهل أدى مهمته ؟
في الأخير نقول إن الكتاب خير جليس وأفضل وسيلة لحفظ المعلومة والرجوع إليها عند الحاجة فيجب أن يكون جذابا غلافا ومحتوى ، متينا مسكا ونوعية ورق فيكون خير أنيس وخير عون .
الخاتمة : لقد حاولت في هذا البحث المقتضب أن أقدم صورة مبسطة لواقع المدرسة الجزائرية قديما وحاليا منتقدا حينا ومؤيدا حينا أخر ومقدما لبعض الحلول التي قد تُتخذ كقاعدة لرسم منظومة تربوية جزائرية محضة فلا شرقية ولا غربية شعارها : ( الوطن الجزائر والمنظومة جزائرية  والطالب جزائري ) فهل نعمل جميعا يدا بيد لنحقق هذا الهدف أم يبقى شعارا كشعارات أخرى ؟
salahzaid
salahzaid
المشرفين على أقسام المنتى

عدد الرسائل : 9
تاريخ التسجيل : 26/02/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى