الدعم بين الضرورة والموضة
صفحة 1 من اصل 1
الدعم بين الضرورة والموضة
الدعم بين الضرورة والموضة
يعيش الفرد الجزائري مشاكل عدة من بطالة إلى غلاء معيشة فأزمة سكن وغيرها من المعوقات وزاد على ذلك مشكل دراسي تاه فيه الآباء والأبناء ، فقد أصبح التلميذ لا تفارقه محفظته طوال العام الدراسي ، فتراه يروح ويجيء مثقلا بها سواء في العطل الأسبوعية أو العطل المقررة خلال الفصل الدراسي فما هو هذا المشكل ؟
لقد تعددت التسميات ولكن الهدف واحد . فسمي الدعم وزاريا ، وسمي دروس خصوصية لدى النخبة المثقفة ، وعرف لدى العامة ب ( Les cours) . ( Les cours ) هذه الكلمة التي أصبحت أكثر تداولا بين أفراد الأسر الجزائرية وبذلك خصصت لها ميزانية خاصة وتختار بعض الأسر الأستاذ الكفء . و سارت أخرى في ركب مقولة ( يتعلم حرف خير من مكانش ) دون مراعاة الأثر الإجلبي أو السلبي على مردود الابن .و راحت أخرى تعود أبناءها على هذه العملية في سن مبكر أي من السنة الأولى ابتدائي .
في الحقيقة لم يكن هذا المشكل موجودا في المجتمع الجزائري ، لكن انتشر بسرعة كانتشار النار في الهشيم وقلما تجد أسرة جزائرية لا يوجد لها ابن أو أكثر يأخذ دروس الدعم فلماذا يا ترى ؟ لكل سبب مسبب يجب أن نقف عليه ، ما دام هذا مشكل حديثا في مجتمعنا ، فالمشكل لا يخرج عن نطاق المحاور الثلاث التالية : منهاج ، معلم ، تلميذ .
للإشارة فإنه من الناحية القانونية يوجد نوعين من الدعم : دعم قانوني هو ما أقرته الهيئة الوصية داخل المؤسسات التربوية ، أو المراكز الثقافي أو المكتبات ودعم خارج القانون والذي يؤدى خارج المؤسسات التربوية . أما من الناحية التربوية فهناك نوعان دعم أيضا أني خلال الحصة وأخر غير أني أي بعد عدة حصص أو مدة زمنية لا تتعدى الشهر .
قبل الخوض في تحليل الموضوع ولو بشكل مبسط وجب تعريف الدعم ، ولمن يكون الدعم أو بصيغة أخرى متى نلجأ إلى الدعم ؟ ومن هو المؤهل للقيام به ؟ وأين يتم ؟
ــ الدعم : دعم بثلاثة حروف كما هي في القاموس معناه السند ، ودعمه : أسنده بشيء لئلا يسقط ، ومعناه أيضا قواه ونصره . من خلال التعريف يتضح أن الدعم يكون للضعيف الذي لا يقوى على الوقوف أو الحمل أو الفهم أو أمور أخرى مشابهة من مناحي الحياة . ما يهمنا هو الضعف في الفهم سواء لمادة واحدة أو عدة مواد دراسية .
ــ يكون الدعم للتلميذ أو الطالب ضعيف المستوى سواء لضعف فهم أو لبطئ ، ويقوم به أساتذة أكفاء ، في أماكن تليق بالمتعلم وترقى لمستوى المعلم ليتم الإرسال والاستقبال بكيفية جيدة وواضحة تؤدي المهمة . وهنا نطرح عدة أسئلة : هل التلميذ الذي يسعى للدعم هو بالفعل ضعيف المستوى ؟ هل الأستاذ أو المعلم في مستوى هذه العملية الحساسة ؟ هل المكان يليق بالفعل لأداء هذه المهمة ؟ ما دور الهيئة الوصية لتصحيح هذا الوضع ؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تحتاج إلى إجابة تعطي صورة واضحة على عملية الدعم في بلادنا . قد نجد بعض الإجابات في تحليل الموضوع بالرجوع إلى مناقشة المحاور الثلاثة التي أشرنا إليها أنفا .
1 ــ المنهاج : إن طرحت هذا السؤال على العاملين في مجال التربية ، لماذا تفشت ظاهرة الدعم في وقتنا الحالي وانعدامها سابقا ؟ لكانت الإجابة إن لم تكن كلها فمعظمها تصب في خانة واحدة هي صعوبة المادة العلمية للمنهاج ، وطول محتوياته . إذن المنهاج هو أحد أسباب تفشي هذه الظاهرة ولكن ليس من خلال صعوبة مادته العلمية أو طول محتوياته فقط بل أيضا لضعف المؤطر والمقدم ، وبعد المعد والمكوين والمكوَن عن الميدان .
2 ــ المعلم : إن ما جاءت به الإصلاحات في ميدان التربية تجعل المعلم أول المطبقين لهذه الإصلاحات مما يتوجب عليه أن يجد ويجتهد ليكون في مستوى هذا الحدث ، ولكن ما نأسف له كثيرا هو عدم قدرة فئة من المربين على مواكبة هذا التغيير ، وشح البعض الأخر في تقديم المادة العلمية أثناء الدروس الرسمية ليوظفها في عملية الدعم ليجلب له المزيد من التلاميذ ، وقد تعدى الأمر إلى أخطر من ذلك حينما يستغل بعض المربين سامحهم الله هذه العملية لتقديم نصوص امتحانات أو فروض قد حُلت شبيهاتها في حصص الدعم . وهنا نفتح قوسا لنقول إن مثل هذا وذاك بتصرفاتهم هذه قد أساووا للتعليم أكثر مما أفادوه ووضعوا المربي في خانة لا يحسد عليها . رغم هذا فهناك من يقدم هذا الدعم مخلصا لربه أولا مراعيا لضميره ثانيا فله منا كل الإكبار و التقدير . لكن هذا لا يمنع أن نلفت أعزائي المربين القائمين على هذه العملية أن يتقوا الله في الآباء في ثمن الحصص من جهة ، وتقديم الصورة الحقيقية للتلميذ، وفي الأبناء بتدريسهم في أماكن لائقة فكم من تلميذ أصيب بنزلات برد حادة ، وكم من تلميذ أصيب بتشنجات ، وكم من تلميذ أصيب بخيبة أمل أو صدمة في نهاية العام .
3 ــ التلميذ : ( التلميذ هو محور العملية التربوية ) هذا ما نصت عليه كل المناهج التربوية الجزائرية لكل المراحل التعليمية ، وشاعت هذه المقولة بين المربين والتلاميذ والأولياء . ولقد فُهمت على عدة أوجه ، ففهما المرابي على أن التلميذ هو المحرك والفعال داخل الحصة التربوية باعتباره كائن حي يتأثر ويؤثر ، فأخذ يوجهه وينمي فيه قدرات ويحي فيه أخرى دون عناء ودون تلقين كما كان في السابق . وفهما التلميذ على أنه مادام هو العنصر المؤثر في التعلم أخذ يحسن مستواه في المؤسسة بالمثابرة والمشاركة والعمل مع الأفواج وخارجها من خلال دروس الدعم ، فلا عجب إن وجدنا تلاميذ نجباء يسعون للدعم للبقاء قي الريادة أو لبناء قاعدة صحيحة في مادة معينة يحسون بنقص في فهمها . وفهما بعض الأولياء عل أنها تغيير في نمطية التعليم في الجزائر يستدعي حشد الهمم بوجود دعائم تقوى فرص النجاح لدى الأبناء ، مما جعلهم يسعون لتخصيص مصاريف خاصة بدروس الدعم . ومن هنا ظهرت فكرة الدعم لدى الأولياء ، لكن هناك من الأولياء من اتخذ عملية الدعم كموضة تماشيا مع مجريات الأحداث لا غير، فهل يعقل أن تقدم دروس الدعم لتلميذ السنة الأولى ؟، ومن الأولياء من اتخذها مبررا للهروب من وضعية ابنه المتدنية من حيث المستوى الدراسي فيقابلك بقوله ( رغم أنه يأخذ دعما ) عندما تواجهه بضعف ابنه في المواد الأساسية . وهنا أصبحت حالة نفسية تطمئن الولي والتلميذ على حد سواء . لذا وجب على الولي أن يحسن اختيار الأستاذ ، فكم من معومة أعطيت خاطئة للطالب ، وأخر خارج المنهاج الدراسي . وندعوهم إلى التقرب من أساتذة أبنائهم لمعرفة الطريقة المثلى لمساعدهم فيحدث بذلك توافق في الطريقة والمعلومة وبالتأكيد في الفهم فنقلل بذلك من عمليات الدعم والتسرب .
في الختام في ظل هذه الإصلاحات أصبح الدعم ضرورة ملحة للمتعلم نتمنى أن تكون مؤقتة لكن تحتاج ‘إلى تقنين من الهيئة الوصية وما أطلعتنا به هذه السنة بفتح المؤسسات التربوية أمام التلميذ والأستاذ لأداء هذه العملية بادرة خير تحتاج إلى المزيد من الضبط وتوعية للتلميذ والولي بإشراك جمعيات أولياء التلاميذ والأساتذة الإدارة حتى لا تميع العملية وتؤتي أكلها ولو بعد حين .
يعيش الفرد الجزائري مشاكل عدة من بطالة إلى غلاء معيشة فأزمة سكن وغيرها من المعوقات وزاد على ذلك مشكل دراسي تاه فيه الآباء والأبناء ، فقد أصبح التلميذ لا تفارقه محفظته طوال العام الدراسي ، فتراه يروح ويجيء مثقلا بها سواء في العطل الأسبوعية أو العطل المقررة خلال الفصل الدراسي فما هو هذا المشكل ؟
لقد تعددت التسميات ولكن الهدف واحد . فسمي الدعم وزاريا ، وسمي دروس خصوصية لدى النخبة المثقفة ، وعرف لدى العامة ب ( Les cours) . ( Les cours ) هذه الكلمة التي أصبحت أكثر تداولا بين أفراد الأسر الجزائرية وبذلك خصصت لها ميزانية خاصة وتختار بعض الأسر الأستاذ الكفء . و سارت أخرى في ركب مقولة ( يتعلم حرف خير من مكانش ) دون مراعاة الأثر الإجلبي أو السلبي على مردود الابن .و راحت أخرى تعود أبناءها على هذه العملية في سن مبكر أي من السنة الأولى ابتدائي .
في الحقيقة لم يكن هذا المشكل موجودا في المجتمع الجزائري ، لكن انتشر بسرعة كانتشار النار في الهشيم وقلما تجد أسرة جزائرية لا يوجد لها ابن أو أكثر يأخذ دروس الدعم فلماذا يا ترى ؟ لكل سبب مسبب يجب أن نقف عليه ، ما دام هذا مشكل حديثا في مجتمعنا ، فالمشكل لا يخرج عن نطاق المحاور الثلاث التالية : منهاج ، معلم ، تلميذ .
للإشارة فإنه من الناحية القانونية يوجد نوعين من الدعم : دعم قانوني هو ما أقرته الهيئة الوصية داخل المؤسسات التربوية ، أو المراكز الثقافي أو المكتبات ودعم خارج القانون والذي يؤدى خارج المؤسسات التربوية . أما من الناحية التربوية فهناك نوعان دعم أيضا أني خلال الحصة وأخر غير أني أي بعد عدة حصص أو مدة زمنية لا تتعدى الشهر .
قبل الخوض في تحليل الموضوع ولو بشكل مبسط وجب تعريف الدعم ، ولمن يكون الدعم أو بصيغة أخرى متى نلجأ إلى الدعم ؟ ومن هو المؤهل للقيام به ؟ وأين يتم ؟
ــ الدعم : دعم بثلاثة حروف كما هي في القاموس معناه السند ، ودعمه : أسنده بشيء لئلا يسقط ، ومعناه أيضا قواه ونصره . من خلال التعريف يتضح أن الدعم يكون للضعيف الذي لا يقوى على الوقوف أو الحمل أو الفهم أو أمور أخرى مشابهة من مناحي الحياة . ما يهمنا هو الضعف في الفهم سواء لمادة واحدة أو عدة مواد دراسية .
ــ يكون الدعم للتلميذ أو الطالب ضعيف المستوى سواء لضعف فهم أو لبطئ ، ويقوم به أساتذة أكفاء ، في أماكن تليق بالمتعلم وترقى لمستوى المعلم ليتم الإرسال والاستقبال بكيفية جيدة وواضحة تؤدي المهمة . وهنا نطرح عدة أسئلة : هل التلميذ الذي يسعى للدعم هو بالفعل ضعيف المستوى ؟ هل الأستاذ أو المعلم في مستوى هذه العملية الحساسة ؟ هل المكان يليق بالفعل لأداء هذه المهمة ؟ ما دور الهيئة الوصية لتصحيح هذا الوضع ؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تحتاج إلى إجابة تعطي صورة واضحة على عملية الدعم في بلادنا . قد نجد بعض الإجابات في تحليل الموضوع بالرجوع إلى مناقشة المحاور الثلاثة التي أشرنا إليها أنفا .
1 ــ المنهاج : إن طرحت هذا السؤال على العاملين في مجال التربية ، لماذا تفشت ظاهرة الدعم في وقتنا الحالي وانعدامها سابقا ؟ لكانت الإجابة إن لم تكن كلها فمعظمها تصب في خانة واحدة هي صعوبة المادة العلمية للمنهاج ، وطول محتوياته . إذن المنهاج هو أحد أسباب تفشي هذه الظاهرة ولكن ليس من خلال صعوبة مادته العلمية أو طول محتوياته فقط بل أيضا لضعف المؤطر والمقدم ، وبعد المعد والمكوين والمكوَن عن الميدان .
2 ــ المعلم : إن ما جاءت به الإصلاحات في ميدان التربية تجعل المعلم أول المطبقين لهذه الإصلاحات مما يتوجب عليه أن يجد ويجتهد ليكون في مستوى هذا الحدث ، ولكن ما نأسف له كثيرا هو عدم قدرة فئة من المربين على مواكبة هذا التغيير ، وشح البعض الأخر في تقديم المادة العلمية أثناء الدروس الرسمية ليوظفها في عملية الدعم ليجلب له المزيد من التلاميذ ، وقد تعدى الأمر إلى أخطر من ذلك حينما يستغل بعض المربين سامحهم الله هذه العملية لتقديم نصوص امتحانات أو فروض قد حُلت شبيهاتها في حصص الدعم . وهنا نفتح قوسا لنقول إن مثل هذا وذاك بتصرفاتهم هذه قد أساووا للتعليم أكثر مما أفادوه ووضعوا المربي في خانة لا يحسد عليها . رغم هذا فهناك من يقدم هذا الدعم مخلصا لربه أولا مراعيا لضميره ثانيا فله منا كل الإكبار و التقدير . لكن هذا لا يمنع أن نلفت أعزائي المربين القائمين على هذه العملية أن يتقوا الله في الآباء في ثمن الحصص من جهة ، وتقديم الصورة الحقيقية للتلميذ، وفي الأبناء بتدريسهم في أماكن لائقة فكم من تلميذ أصيب بنزلات برد حادة ، وكم من تلميذ أصيب بتشنجات ، وكم من تلميذ أصيب بخيبة أمل أو صدمة في نهاية العام .
3 ــ التلميذ : ( التلميذ هو محور العملية التربوية ) هذا ما نصت عليه كل المناهج التربوية الجزائرية لكل المراحل التعليمية ، وشاعت هذه المقولة بين المربين والتلاميذ والأولياء . ولقد فُهمت على عدة أوجه ، ففهما المرابي على أن التلميذ هو المحرك والفعال داخل الحصة التربوية باعتباره كائن حي يتأثر ويؤثر ، فأخذ يوجهه وينمي فيه قدرات ويحي فيه أخرى دون عناء ودون تلقين كما كان في السابق . وفهما التلميذ على أنه مادام هو العنصر المؤثر في التعلم أخذ يحسن مستواه في المؤسسة بالمثابرة والمشاركة والعمل مع الأفواج وخارجها من خلال دروس الدعم ، فلا عجب إن وجدنا تلاميذ نجباء يسعون للدعم للبقاء قي الريادة أو لبناء قاعدة صحيحة في مادة معينة يحسون بنقص في فهمها . وفهما بعض الأولياء عل أنها تغيير في نمطية التعليم في الجزائر يستدعي حشد الهمم بوجود دعائم تقوى فرص النجاح لدى الأبناء ، مما جعلهم يسعون لتخصيص مصاريف خاصة بدروس الدعم . ومن هنا ظهرت فكرة الدعم لدى الأولياء ، لكن هناك من الأولياء من اتخذ عملية الدعم كموضة تماشيا مع مجريات الأحداث لا غير، فهل يعقل أن تقدم دروس الدعم لتلميذ السنة الأولى ؟، ومن الأولياء من اتخذها مبررا للهروب من وضعية ابنه المتدنية من حيث المستوى الدراسي فيقابلك بقوله ( رغم أنه يأخذ دعما ) عندما تواجهه بضعف ابنه في المواد الأساسية . وهنا أصبحت حالة نفسية تطمئن الولي والتلميذ على حد سواء . لذا وجب على الولي أن يحسن اختيار الأستاذ ، فكم من معومة أعطيت خاطئة للطالب ، وأخر خارج المنهاج الدراسي . وندعوهم إلى التقرب من أساتذة أبنائهم لمعرفة الطريقة المثلى لمساعدهم فيحدث بذلك توافق في الطريقة والمعلومة وبالتأكيد في الفهم فنقلل بذلك من عمليات الدعم والتسرب .
في الختام في ظل هذه الإصلاحات أصبح الدعم ضرورة ملحة للمتعلم نتمنى أن تكون مؤقتة لكن تحتاج ‘إلى تقنين من الهيئة الوصية وما أطلعتنا به هذه السنة بفتح المؤسسات التربوية أمام التلميذ والأستاذ لأداء هذه العملية بادرة خير تحتاج إلى المزيد من الضبط وتوعية للتلميذ والولي بإشراك جمعيات أولياء التلاميذ والأساتذة الإدارة حتى لا تميع العملية وتؤتي أكلها ولو بعد حين .
salahzaid- المشرفين على أقسام المنتى
- عدد الرسائل : 9
تاريخ التسجيل : 26/02/2015
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى